✍ قصة سورة المسد .
لابدَّ من توضيح سبب نزول هذه الآيات الكريمة
في قوله تعالى :
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد:] 📖
النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم
سعى بالرّسالة بكل ما أوتي من جهد وقوّة في
سبيل إبلاغها للنّاس واستفاد من جميع الفرص
المتاحة أمامه لكي يحقّق هدف السّماء ونظرًا إلى
الأوضاع الّتي كانت سائدة في بداية الدّعوة
بحيث لم يكن من السّهل جمع قريش في مجلس
واحدٍ من أجل إبلاغهم بالدّعوة المحمّديّة
الجديدة لأنّ الأوضاع لم تكن مناسبة إطلاقًا
فكانت دعوة النّاس إلى التّوحيد وعبادة الله
عملاً شاقًّا حتّى أنّ قُريشًا كانت تعيق عمله
وتتصدّى له في كلّ المناسبات فلم تدع أحدًا من
النّاس ولا من عبيدها يقترب من محمّد صلّى
الله عليه وسلّم أو أن يتكلم معه أو يصاحبه
وكانوا يقولون أن محمّدًا رجل ساحر يخدع
النّاس ويسحرهم بكلامه
ذات يوم صعد الرّسول صلّى الله عليه وآله
وسلّم إلى تلة الصّفا فقال : يا صباحاه وكانت هذه
الصّيحة عادة عند العرب إذا هاجمهم عدوّ على
غفلة صاح أحدهم يا صباحاه فتجتمع قريش
وتنهض لمواجهته فأقبلت إليه قريش فقالوا له
ما لك فقال : أرأيتم لو أخبرتكم أنّ خلف هذا
الوادي خيلاً تُغيرُ عليكم أما كنتم تصدّقوني قالوا
بلى قال : فإنّي نذيرُُ لكم بين يدي عذابُُ شديد
فقال : أبو لهب تبًّا لك لهذا دعوتنا جميعًا فأنزل
الله تعالى : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
معنى تَبَّتْ أي خسرت يداه وخاب وضلّ عمله
وسعيه وَتَبَّ الثانية معناها تقرير لوقوع هذا
الدعاء أي تحققت خسارته وهلاكه ولم يربح
أمَّا قوله تعالى :
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ [المسد:] 📖
أي لن يغني الذي كان عنده وأطغاه ولا ما كسبه
فلم يرد عنه شيئاً من عذاب الله إذ نزل به
وقوله تعالى : سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ [المسد:] 📖
أي ستحيط به النار من كلِّ جانب وستكون ذات
لهب وشرر وإحراق شديد
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ [المسد:] 📖
أي أنَّ زوجة أبي لهب كانت أيضاً شديدة الأذية
لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت
تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان وتلقي
الشر وتسعى في أذية الرسول وقيل
كانت أيضًا تجيء بالشوك فتطرحه في طريق
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل في
قدمه إذا خرج إلى الصلاة
صلى الله عليه وسلم وكانت زوجته
من كبار نساء قريش وهي أم جميل واسمها
أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان
وكانت عوناً لزوجها على كفره وجحوده وعناده
لهذا ستكون يوم القيامة عوناً عليه في عذابه في نار جهنم
لذلك قال تعالى : فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد:] 📖
يعني : تحمل الحطب فتلقي على زوجها ليزداد على ما هو
فيه وهي مهيأة لذلك مستعدة له :
أمّا إسم أَبِي لَهَبٍ
لهب هو عم رسول الله محمد صلى الله عليه
وسلم وكنيته أبو عتبة مات سنة 624م
ولكن الإسم المشهور له هو أبو لهب لقبه إياه
أبوه عبد المطلب لوسامته وإشراق وجهه لأنه
كان شديد البياض ووجهه كان شديد البريق
والوسامة حتى أطلقوا عليه في الجاهلية هذا
الإسم وكان به بعض الحول بالعين وكانت كنتيته
أبوا لهب مع أن إسمه كان عبدُ العُزَى
إذن فلما ذكره القرآن بكنيته أبي لهب ولم يذكره بإسمه
أولاً : لأن القرآن الكريم ما كان ليذكر إسم عبد
لغير الله وكان إسمه عبد العزى
ثانياً : لإنه أشتهر بكنيته بين الناس أكثر مما
إشتهر بإسمه
ثالثاً : وهو أن الكنية أقل شرفاً من الإسم لذلك
خاطب الله الأنبياء بأسمائهم مجردة إمعاناً في
تشريفهم وذُكِر أبا لهب بكنيته لأنها أقل شرفاً
🌹 سيدي أبا القاسم يارسول الله 🌹
أشهد أنك رسول الله حقا بلغت الرسالة
وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشفت الغُمة
وجلوت الظلمة ونطقت بالحكمة وجاهدت في
الله حق جهاده وأقمت الدين حتى أتاك اليقين
يا خير من دُفِنَت بالقاعِ أعظمهُ فطابَ من
طيبهن القاعُ والأكمُ نفسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكِنُهُ
فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ أنت الشفيعُ الذي
تُرجى شفاعَتُهُ على الصراط إذا ما زلت القدمُ
وصاحباك فلا أنسهما أبدا مني السلام عليكم ما جرى القلمُ
صلى عليك الله ياعلم الهُدى ماهبت النسائِم
🕊وماناحت على الأيكِ الحمائِم 🕊
( ☝️وحدوا الوااااحد )
تعليقات
إرسال تعليق