#سيدنا_موسى_الحلقة_التانية
#آسية_مربية_موسى
فرعون أمر بقتل أي طفل ذكر يتولد جديد من بني إسرائيل! اي ام بطنها تنشق وميخرجش للحياة!..
اللي هيخفي من الشعب أو الجنود على طفل يتم قتله..
وقال للنساء اللي بيشتغلوا مهنة التوليد انهم لو بلغوا على طفل هيكون ليهم مكافأة عالية ...
فعلا جنود فرعون هجموا على بيوت بني إسرائيل وأول ما كانوا يشوفوا طفل رضيع ياخدوا بالقوة من يد الأم ويدبحوا يقطعوا رأس الطفل الرضيع!..
الام الحامل تنشق بطنها وتموت مع طفلها..
فضل الأمر ده متبع لحد ما جه لفرعون واحد من أتباعه وقال:
- يا مولانا وإلهنا العظيم ، جلالتك قتلت من أطفال بني إسرائيل كتير جدا وده هيسبب قطع نسل بني إسرائيل! واحنا معتمدين عليهم في الأيدي العاملة هما اللي بيشتغلوا وهما اللي بيبنوا القصور لنا ، لو النسل انقطع ده هيسبب قلة كبيرة في اليد العاملة ، اقترح على جلالتك ان سنه نقتل من أطفال بني إسرائيل ، والسنة التانية نترك الأطفال المولودين جديد وده للحفاظ على النسل..
اقتنع فرعون برأيه ، وفعلا كانوا يسيبوا نساء بني إسرائيل يولدوا في سنة الأطفال الذكور عادي
وفي السنة التانية لو حصل وظهر طفل يتقتل!
سيدنا هارون كان من ضمن الاطفال اللي اتولدت في السنة المسموح لبني اسرائيل فيها أن يخلفوا الأطفال الذكور فعشان كده تركوا وما تقتلش..
أم هارون السيدة ( يوكابد ) كانت حامل في سيدنا موسى في السنة اللي بيتم قتل فيها الأطفال الذكور!..
خافت عليه جدا واخفت الحمل ، وقيل ان ماظهرش عليها اعراض الحمل اللي هي تغيير حجم البطن مع شهور الولادة...
أخفت الحمل الى ان جاء موعد الولادة! مش عارفه تعمل ايه مين هيولدها لو جابت الداية هتبلغ فرعون ب ولادة الطفل!
قيل اللي قام بتوليدها هي واحدة داية صديقتها وكانت بتحبها فطلبت منها المساعدة ، جت تولدها فعلا ، اول ما الطفل موسى اتولد كان نور بيشع من وجهه ، نور يخلي اللي يشوفو يُقع في حب الطفل على طول ويشعر براحة وسكينة.. فالداية دي شعرت انها بتحب الطفل جدا وخايفه عليه فقالت ل امه:
- انا كنت جاية وفي نيتي بعد ما اولد الطفل اتقصى واشوف ذكر ولا انثى ، ولو ذكر اروح لفرعون أبلغه واخد المكافأة! لكن معرفش ايه اللي حصل لي وحاسه بحب شديد وخوف على الطفل ده خُدي بالك منه وحافظي عليه...
لما الطفل اتولد الأم خافت عليه جدا من القتل!
ضمته في حضنا وكانت بتفكر تعمل ايه لو حد من جنود فرعون هجم عليها!
ربنا اوحى لها ان ترضعه وأن خافت عليه تعمل صندوق وتحط الطفل فيه وتلقي ف النهر ...
ووعدها ربنا انه هيرجع لها الطفل تاني وهيكون لي مكانة كبيرة هيصبح من المرسلين..
حصل ل ( يوكابد) أم موسى سكينة من الوحي الإلهي واطمنت ان ابنها راجع راجع ثقه في الله ...
لكن قالت لبنتها انها تتبع الصندوق وتشوف هيروح على فين؟!
البنت فضلت ماشية وكانت بتحاول متلفتش انتباه حد لحد ما شافت الصندوق وقف عند الشجر اللي حوالين قصر فرعون!
فخرجوا جواري ( اسية ) وشافوا الصندوق وراحوا يبلغوها.. خرجت ( آسية ) امرأة فرعون وفتحت الصندوق ، شافت طفل صغير لون بشرته سوداء مثل أهل جنوب أفريقيا ، وبالرغم من شدة سمار الطفل فكان بيشع نور من وجهه ، دخل في قلب ( آسية ) حُب للطفل ، أحبت الطفل جدا كأنها امه ، خدتوا واحت لفرعون مصر وقالت له انها لقيتوا في صندوق ع النيل ، فرعون رد عليها وقال:
- الشائع دلوقتي ان بني اسرائيل هما اللي بيرموا أطفالهم ، ده اكيد طفل من أطفال بني اسرائيل لازم يتقتل!
آسيا فضلت تترجى في فرعون إنه ميقتلش الطفل قالت له:
- ارجوك متقتلوش انا حبيته ، أحنا معندناش اطفال خليه يتربى في وسطنا عسى أن ينفعنا ، يشتغل عندنا في القصر أو نتخذوا ابن لنا ، قرة عين لي ولك
فضلت تترجا في فرعون لحد ما وافق وقال:
- قرة عين لكي لكن لي فلا
فرعون وافق لكن على مضض وده عشان مراته بس..
آسية قابلتها مشكلة؟ الطفل رافض الرضاعة ، جابت مرضعه ترضع الطفل لكنه رفض الرضاعه ، جابت كل المرضعات والطفل موسى رافض يرضع ، خافت عليه ( آسية ) انه يموت ، مش عارفه تعمل ايه؟!
في الجهة التانية أم موسى ( يوكابد ) اترعبت اول ما بنتها قالت إن الصندوق وقف عند قصر فرعون!
قالت انا بخبي ابني من فرعون فالصندوق يروح لاكتر مكان هي خايفه منه على ابنها! كادت أنها تجري على القصر تقول ان الطفل ابنها ، لكن فجأة جاء وحي إلهي طمن الام ، ربنا بلغها انها تصبر ووعدها أن الطفل هيرجعلها .. امتلئ قلب الام بالسكينة ، قالت لبنتها
( مريم ) تروح تتقصى الاخبر في قصر فرعون وترجع تطمنها ، راحت مريم أخت الطفل ( موسى ) ووقفت أمام القصر بتراقب الوضع عشان تتطمن امه ( يوكابد ) هي عرفت ان جواري آسية بيبحثوا على مرضعة ، فدخلت القصر وقالت للجواري ولاسيا:
- انا اعرف مرضعة ممكن تعتني بالطفل
آسية قالت لمريم أخت موسى:
- فين هي؟ هاتيها
ردت مريم انها هتروح تجيب المرضعة ، جريت على امها وقالتلها ، فمشيت معاها للقصر ودخلوا ، شالت موسى وقلبها اطمئن وعادت للحياة مرة اخرى بعد ما شافته ومسكته ، رضعة الطفل ، الطفل رضع منها لان لما ربنا قالها رضعي ابنك لو خفتي عليه عشان لما يضوق طعم لبن أمه يرفض يرضع من اي ثدي امرأة أخرى...
لما آسية شافت ان موسى رضع من السيدة فرحت وقالت لها:
- انتي ممكن تعيشي في القصر و تعتني بالطفل وهديكي أجر على ده
ردت على آسية وقالت:
- انا عندي طفل وأسرة مسؤولة عنهم مش هينفع اسيبهم
آسية قالت لها:
- خلاص خدي الطفل لبيتك طول مدة الرضاعة
كان السائد في العصر ده ان المرضعة حقها تاخد الطفل لبيتها طول مدة الرضاعة واول ما الطفل يتفطم يرجع لاهله تاني فعشان كده خَدتوا ..
وهنا يتحقق وعد ربنا و يرجع ابنها لحضنها من تاني ..
فضل ( موسى ) في بيت ( يوكابد ) سنتين ، بعد ما تم فترة الرضاعة رجعته تاني لـ( آسية ) عاش موسى في قصر فرعون ، آسية قدمت له كل الحنان والحب والرفاهية ، عاش زي الملك في القصر ، كانت بتلاعب الطفل كأنه أبنها ، فرعون كان راضي على وجود الطفل لانه شايف مراته آسية سعيدة ، لكن فرعون عمره ما حب موسى ولا عمره شاله ولا لعب معاه ، سابه بس عشان آسية اللي اصلا عمرها ما كانت سعيدة في قصره لانها بتكرهوا فلما شاف أنها سعيدة بوجود الطفل سابه..
في يوم من الايام فرعون شال موسى ، موسى الطفل مسك لحية فرعون بقوة وشدها! فرعون اضايق جدا وقرر أنه يقتله قال لآسية:
- ده عدوي ده طفل بني اسرائيل اللي هيقضي عليا لازم يموت!
آسية قالت له في محاولة منها انها تهديه:
- ده طفل ميعرفش حاجة ، هو مش بيميز بين الحبيب و العدو ، بص انا هثبتلك ده
قالها فرعون:
- ازاي؟
قالت له:
- الاطفال مش بيميزوا بين الجواهر والجمر اللي من النار ، فهات قدام موسى جواهر وجمر.. لو أخد الجوهرة يبقى هو فعلا مش طفل عادي لانه فهم إن المجوهرات غالية و ثمينة وقيمة فاختارها.. أما لو كان طفل طبيعي مش بيميز هيختار الجمرة لانه مُضيئ ومُتوهج وشكله مُلفت للاطفال اكتر من الجوهرة اللي تعتبر بالنسبة له حتة حجارة ملهاش لازمه..
سيدنا موسى كاد انه يحط ايده على الجوهرة! لكن سيدنا جبريل عليه السلام نزل في اللحظة دي وبعد أيد موسى عليه السلام وحطها له في الجمرة! مسكها ف ايده وحطها في فمه على طول .. الجمرة حرقت لسانه وآذت إيده ، صرخ جامد من الوجع!
هنا بقى فرعون أتأكد إن موسى طفل عادي مش زي ما هو فاكر تصرفاته نابعة من كُره ليه عشان النبوءة..
حرق لسان الطفل موسى عليه السلام أثر على نطقه وبقى بيتهته في الكلام بسبب الحادث ده..
.. (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي ) .. [ سورة طـه]
لما وصل سيدنا موسى لسن ٨ سنين كان بيزور دايما مرضعته اللي هي امه في الاصل ، وده كان طلبها من آسية فوافقت على كده بحجة انها تعلقت بيه..
هنا بدأ يسمع كلام من الناس يتردد ما بينهم لما كانوا بيشوفوا سيدنا موسى ، أن آسيا زوجة فرعون مش امه الحقيقية! ودي لقيته في صندوق ع النيل..
راح لها وسألها فا آسية قالت له انها متعرفش مين امه ، سأل كمان مرضعته فكان ردها برضه متعرفش مين هي امه وده خوفا عليه لانه صغير ممكن لما يعرف انها امه يتم كشف الأمر ويتقتل!..
لما أصبح سيدنا موسى في عمر الـ٣٠ جه الوقت اللي امه الحقيقة تقول له على الحقيقية!
قالت له انها امه الحقيقية وهي حطته في صندوق بأمر من ربنا ، وانا لو معملتش كده كنت هتتقتل لأن فرعون مصر عرف ان في طفل هيجي من بني إسرائيل هيكون على ايده هدم حكم فرعون و تخليص بني إسرائيل من ظلمه..
وقالت له ان ربنا أوحى لها إنك يا موسى هتصبح من الانبياء المرسلين وهيكون لك شأن عظيم ..
وطلبت منه يرجع لقصر فرعون لتنفيذ رسالة ربنا ، سيدنا موسى اختار يرجع لقصر فرعون في سبيل نُصرة اهله ونصرة رسالة ربه..
يتبع...
المصادر
تعليقات
إرسال تعليق